عريضة طعن علي قرار مصادرة ديوان "الوصايا في عشق النساء " للشاعر أحمد الشهاوي ضد وزير الداخلية و شيخ الازهر

السيد الأستاذ المستشار / رئيس محكمة القضاء الادارى
تحية تقدير واحترام وبعد

مقدمه لسيادتكم

وشهرته  احمد  الشهاوى المقيم
ومحله المختار مكتب الأستاذ/ حمدي الاسيوطى المحامى بالنقض والدستورية العليا 43شارع عسران من شارع مراد الكيت كات إمبابة . جيزة

ضد

1.    السيد اللواء / وزير الداخلية بصفته الرئيس الأعلى للرقابة على المصنفات
ويعلن بهيئة قضايا الدولة بمجمع التحرير - ميدان التحرير – القاهرة
مخاطبا مع
1.    شيخ الأزهر/ بصفته الرئيس الأعلى لمجمع البحوث الإسلامية
ويعلن بهيئة قضايا الدولة بمجمع التحرير - ميدان التحرير - القاهرة
مخاطبا مع/

الموضوع

الطاعن هو الشاعر أحمد الشهاوى الذي يعمل نائبا لرئيس تحرير مجلة نصف الدنيا الصادرة عن مؤسسة الأهرام , وعضو الموسوعة العالمية للشعراء ، وحائز على جائزة اليونسكو في الآداب, وحائز على جائزة كفا فيس في الشعر .
وشارك في برنامج مؤسسة جيراسي الإبداعية بكاليفورنيا ، حاصل على دبلوم بالثقافة والعلوم في المركز الأيوني باليونان .
وشارك أيضا  في برنامج الكتاب الدوليين بالولايات المتحدة الأمريكية .
ومن إصداراته كشاعر – ديوان ركعتان للعشق – الأحاديث – كتاب العشق- أحوال العاشق – كتاب الموت – الوصايا في عشق النساء – مياه في الأصابع – لسان النار
الوصايا في عشق النساء ( موضوع الطعن الماثل )
وهو ابن عالم أزهري – وخروجه من بيئة صوفية ساعده على التعبير عن العشق والعاشق, ولأن علاقته عميقة بالتراث الديني
وقام الطاعن بإصدار كتابه" الوصايا في عشق النساء" – الكتاب الثاني – في أكتوبر من عام 2006 ميلادية,
وفوجئ بصدور قرار من مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر  بمصادرة الكتاب – بحجة انه يمس الدين
وقام جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بجمع النسخ من المكتبات وباعة الصحف ومصادرتها
ولم يعرف عن الطاعن يوما أنه  ضد المقدس الديني بل هو يحمله في روحه وعقله وكتاباته منذ عمله الشعري الأول ( ركعتان للعشق ) والصادر عام 1988 ميلادية وحتى" الوصايا في عشق النساء" موضوع هذا الطعن
وبسبب الرقابة الدينية وفتوى مجمع البحوث الإسلامية بخصوص ( كتابه الوصايا في عشق النساء – الكتاب الأول ) واجه تهديدات بالقتل من جماعة أنصار الإسلام وأيضا جماعة أنصار الله
ومجمع البحوث الإسلامية الذي هو معروف عنه إن أعضاءه ينشرون الفتوى بالتمرير ومن ثم بالإجماع وأن هناك عضوا واحد يقوم بقراءة الكتاب وبعدما يقرر بالمصادرة يقوم بقية الأعضاء بالقبول والتوقيع دون قراءة العمل الموصى بمصادرته
أي يتم الأخذ برأي العضو الذي يفترض أنه  قرأ العمل بمفرده .وكانت الفتوى التي صدرت بمصادرة الجزء الأول تتضمن كلمات من شأنها إهدار دم الطاعن حيث ور د بها أنه ( كافر كفرا صريحا ) ولا نستبعد أن يكون قرار المصادرة المطعون عليه قد حوي في مضمونه ما هو أشد وأنكي من عبارات الكفر
وهو ذات ما حدث في الكتاب الأول في الوصايا في عشق النساء حيث شبه د.عبد العظيم المطعني – وهو أستاذ في الأزهر يشبه الكتاب بأنه مثل ( بروتوكولات حكماء صهيون – ويدعو إلى العشق النسائي
وهذا الكتاب الأول سجل أعلى المبيعات في حركة الكتب العربية ( ثلاثون ألف نسخة ) وكتبت عنه مئات المقالات والدراسات والتعليقات في الصحافة العربية والأجنبية وترجم إلى العديد من اللغات من بينها اللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والهولندية وتناولته صحف شهيرة مثل الجاريان البريطانية ، وشيكاجو تربيون الأمريكية وال BBC  البريطانية
والمعروف أن اللجنة المنوط بها إصدار قرارات المصادرة لا تضم من بين أعضائها ناقدا أو أديبا
وكان عليهم أن يقرأو  – صحيح البخاري وابن قيم الجو زيه ، والإمام جلال الدين السيوطي ،. أبو داوود الظاهري ، وابن حزم وغيرهم .
وبسب قرار المصادرة المطعون عليه رفض الناشر ( الدار المصرية اللبنانية - نشر الجزء الثاني( موضع الطعن )  خشية إرهاب الرقابة – وصدر الكتاب عن المكتب المصري للمطبوعات )
وتسببت فتوى الأزهر بالمصادرة في العديد من المشاكل خصوصا في منزل عائلته – ولكثرة ما كتب في الصحف الصفراء من مانشيتات على مدى شهور تردد ما حوته فتوى مجمع البحوث الإسلامية من عبارات.
ورغم أن الكتاب الأول من الوصايا في عشق النساء – طبع منه 25 ألف نسخة في مكتبة الأسرة الخاصة بمهرجان القراءة للجميع عام 2003 ( وهى هيئة حكومية ) .
والجزء الثاني من الكتاب موضوع الطعن ( الوصايا في عشق النساء ) حوي 30 مقتطفا من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والأقوال المأثورة عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والعلماء والفقهاء من الأسلاف وأصحاب المذاهب ، توضح كيف يرون العلاقة العشقية بين الرجل والمرأة ،
 وأي مطلع على هذا التراث يتأكد تماما أن الطاعن لم يخرج على صحيح الدين.
والوصايا في عشق النساء – الكتاب الثاني – موضوع الطعن – كتاب نثرى – في فن الوصية – وقد حوي مائة وسبعا وستين وصية
والوصية -  فن متروك ومهجور من قبل المبدعين العرب – مثل كتاب فن الهوى لأوفيد وهو كتاب في العشق – ترجمة الدكتور ثروت عكاشة – وزير الثقافة الأسبق –وقد  قام الطاعن  بتسميه كتاب الوصايا بهذا الاسم لأنه يعتبره كتابا –وليس ديوان شعر
وحاول الطاعن من خلال كتابه ( الوصايا في عشق النساء – الكتاب موضوع الطعن الماثل ) أن يخلق من الوصايا جنسا أو شكلا أدبيا جديدا يسميه النقاد – ( أدب الوصية ) أو ( فن الوصية )
ولأن الطالب في هذا الكتاب ( موضوع الطعن ) لم يتعمد الاقتباس أو الاستشهاد أو الاتكاء أو الاعتماد على القرآن أو السنة ، إنما ارتكز عليها بشكل عفوي ،  وفقا لتكوينه ولأنه فطر عليها وحفظهما  ذابا فيه وذاب فيهما وهو تحقق في لغتهما وتعامل معهما بأشكال عديدة ،
ويؤمن بأنهما نصان قديمان حديثان باقيان ، عاليان في بنائهما الجمالي واللغوي
ولعله كما يقرر ذلك النقاد من أبرز الذين أفادوا من القرآن الكريم والحديث الشريف في الشعر والنثر
ويؤمن الطاعن أن القرآن الكريم والحديث الشريف باقيان في أوائل مصادره وارتكازاته وليس عيبا على الكاتب والشاعر المسلم أن يوظف أو يستلهم أو يفيد من نصوصه المقدسة
وإذا كان الشعر منحة من الله فلا بد إلا يكون محنة من بعض خلق الله
فالحديث النبوي يقول بالحديث الذي رواه أبو داود في سننه وغيره عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أول ما خلق الله القلم قال له أكتب قال ما أكتب قال أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة
والطاعن يحاول أن يقدم _ من خلال كتابه – وطوال الوقت – جديدا ومختلفا، معتمدا على ثقافته ومعرفته وفى مقدمة هذه المعرفة.... القرآن الكريم، والحديث الشريف
والنصوص الشعرية والنثرية  التي وردت بالكتاب موضوع الطعن – قابلة للتأويل
لكن مجمع البحوث الإسلامية لم ير  في الكوب سوى  الماء، ولم يسأل من أين جاء هذا الماء والكوب، وما اليد التي وضعتهما
وعن عمد تناسى مجمع البحوث الإسلامية في قرار مصادرته للكتاب أن الكلمة سلطة لأنها تؤول وتتعدد ، و أن أبو بكر العربي   قال (( علوم القرآن الكريم خمسون علما وأربعمائة علم وسبعة وسبعون ألف علم على عدد كلمات القرآن مضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر وبطن وحد ومطلع
وقد تغافل مجمع البحوث الإسلامية عن الحديث النبوي الذي روته السيدة عائشة – رضي الله عنها –
( كان الشعر أحب إلى رسول الله (ص ) من كثير من الكلام )
وفى حديث أخر  حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إذا تعاجم شيء من القرآن فانظروا في الشعر فإن الشعر عربي ثم دعا ابن عباس أعرابيا فقال : ما الحرج ؟ قال : الضيق قال : صدقت
أو الحديث النبوي
 ( إن في الشعر لحكمة، فإذا التبس عليكم شيء من القرآن فالتمسوه في الشعر فإنه عربي )
والإمام مسلم يروى من حديث  عمرو بن الشريد قال ( قال رسول الله ( هل معك من شعر أمية بن أبى الصلت ؟ قلت نعم – قال – ( هيه ) فأنشدته بيتا : فقال ( هيه ) حتى أنشدته مائة بيت
ومما عقب به صاحب الجامع لأحكام القرآن على ذلك قوله ( وفى هذا دليل على حفظ الأشعار والاعتناء بها إذا تضمنت الحكم ، والأماني المستحسنة ، شرعا وطبعا ، وإنما استكثر النبي صلى الله عليه وسلم من شعر ( أمية ) لأنه كان حكيما .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله { زرني ومن خلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا } إلى قوله { إن هذا إلا سحر يؤثر } قال : هذا الوليد بن المغيرة قال : سأبتار لكم هذا الرجل الليلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قائما يصلي ويقترئ وأتاهم فقالوا : مه ؟ قال : سمعت قولا حلوا أخضر مثمرا يأخذ بالقلوب فقالوا : هو شعر فقال : لا والله ما هو بالشعر ليس أحد أعلم بالشعر مني أليس قد عرضت علي الشعراء شعرهم نابغة وفلان وفلان ؟ قالوا : فهو كاهن فقال : لا والله ما هو بكاهن قد عرضت علي الكهانة قالوا : فهذا سحر
ونسى مجمع البحوث الإسلامية أنه قبل أن ينزل الوحي ، وقبل تدوين الحديث النبوي كان هناك الشعر ، وكانت اللغة العربية ، بل إن هناك بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية اندرجت في البحور الشعرية التي حددها الخليل بن احمد الفراهيدي .
ومن الأمثلة التي تجادل فيها أصحاب هذا الطرح والفقهاء المسلمون الآيات القرآنية التالية
(( وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ{14}
وتم اعتبارها بيتا من بحر الوافر
((يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ {35} ( الشعراء )
وقد عدت بيتا من مجزوء الرجز
({قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ }سبأ30 ( سبأ
وتم اعتبارها من بحر الرمل
والقرآن الكريم أسس قانونه على مستوى المجتمع ومستوى الكتابة، ولن يستطيع أحد أن يأتي بمثله
 {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88
موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة
وكتاب" الوصايا في عشق النساء "قناة أمام محيط كتب يضيق بها مجمع البحوث الإسلامية وكان يتمنى على أصحابها من الفقهاء ألا يكتبوها ، لأنهم يأخذون الجانب المضيء فقط من وجهة نظرهم بينما الجانب المعتم من وجهة نظرهم أيضا ... "الكتابة في الحب والجنس "   يتم ٌإقصاؤه
وهذا ما يحدث بشكل دائم مع مؤلفات الإمام جلال الدين السيوطي في العديد من الكتب التي لا نستطيع أن نذكر عناوينها لأنها لم تعد ( صالحة ) في عصرنا هذا ولا في فقه مجمع البحوث الإسلامية – لأنها تسمى الأشياء بمسمياتها التي تقال في المجالس الخاصة
وهذا التيار يحاول طوال الوقت إقصاء ونفى ما جاء به الأسلاف من ذكر للعشق والهوى والجماع والنكاح، بحيث يريد تضييق الدنيا الواسعة على الناس، فيما لو هو عاد إلى التراث العربي والإسلامي لرأى مدى السماحة والرحابة اللتين نحلم يهما
ولأنهم لو قرأوا ما يقوله القاضي الجرجاني – في كتابه ( الوساطة بين المتنبي وخصومه ص 64 ( فلو كانت الديانة عار على الشعر ، وكان سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر ، لوجب أن يمحى اسم أبى نواس من الدواوين ، ويحذف ذكره إذا عدت الطبقات ، ولكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية ، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر ، ولوجب أنم يكون كعب بن زهير وابن الزبعرا وإضرابهما ممن تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاب من أصحابه بكما خرسا وبكاء مفخمين ولكن الأمرين متباينان ، والدين بمعزل عن الشعر
والكتاب المطعون في قرار مصادرته لم يقرأ بعيون أدبية، لأن مجمع البحوث الإسلامية ليس من بين أعضائه من عرف عنهم ممارسته الكتابة الأدبية أو النقد
والكتاب المطعون على قرار مصادرته كتاب لا يتعارض مع الدين أو الذات الإلهية ، وتم تفسيره على هوى من قرءوه ( إذا كان هناك من قرأه منهم ) وكل يتبع هواه ، فلابد أن يقوم العمل الأدبي من خلال منهج نقدي ، وليس عن طريق أساتذة متخصصين في الفقه والشريعة وأصول الدين والحديث ، منقطعى الصلة عن الكتابة الأدبية والإبداع ، ولو طبقت فتوى العلماء في ذلك الكتاب المصادر فستكون النتيجة مصادرة الأدب العربي كله ، وسيكون في المقدمة علماء وفقهاء وقضاة وأصحاب مذاهب وأئمة متشددون ومعتدلون على السواء مثل ابن حزم الأندلسي ، وجلال الدين السيوطي وابن قيم الجو زيه ، وابن الجو زى
والأزهر ليس سلطة دينية ، لأن الإسلام لم يعرف مفهوم السلطة الدينية ، بل الذي عرفته هي الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى ، وعرفتها الدولة العثمانية في عصور الانحطاط   فالإسلام الحقيقي يرفض الوصاية  
 رأى النقاد في كتاب الوصايا في عشق النساء
ولأن الكتاب المطعون على قرار مصادرته هو كتاب نثر فلنا أن نبين لعدالة المحكمة ما قيل فيه على لسان متخصصين في النقد والأدب العربي لنبين مدى التباين بين ما قرره مجمع البحوث الإسلامية وما قرره المتخصصون الذين قرءوا الكتاب وتناولوه شرحا ونقدا
 ويكتب الناقد الدكتور محمد عبد المطلب أستاذ الأدب العربي في جامعة عين شمس ورئيس قسم اللغة العربية بها سابقا
تأتى أهمية الوصايا في سعيها إلى تعديل العلاقة التراثية بين الرجل والمرأة حيث كان الرجل هو العاشق دائما، والمرأة هي المعشوقة أبدا، وهو ما يعنى أن الرجل هو المتن والمرأة هي الهامش.
والتعديل الذي قدمته ( الوصايا ) جعل المرأة هي المتن بوصفها العاشقة ، والرجل هو الهامش بوصفة المعشوق ، فهناك حرص مبدئي على إيجاد شركة في العشق تجمع الطرفين على التوحد وقد استلزم هذا التعديل أن تحرص مجموعة الوصايا على إعلاء الأنثى ، والارتفاع بها إلى آفاق نورانية خلال استحضار الأنثى ( الأم ) بوصفها المتلقية الأولى بداية ونهاية
وأضاف أن احمد الشهاوى يسير على نهج أسلافه الأوائل في الحرص على ( الوصايا ) وبثها في جماعة المتلقين أن الذي يحفظه المعجم لمفردة ( الوصية ) وتوابعها من ( الإيعاز والتحريض ) كما يحفظ لها دلالة ( الغوص ) اللازم ، لكن الشهاوى يستلب ( الوصية ) من أطرها المعجمية ليحولها إلى ( سلطة ) تشريعية وتنفيذية على صعيد واحد ، وهو سطان هذه التي يلاحق بها الأنثى حتى لا تستطيع منها خلاصا
ويضيف ولأن السلطة الدنيوية تسمح بقدر من التجاوز والخروج فإن الشهاوى أخصب سلطته بقدر من الدينية حتى يحول بين المرأة وإمكانية هذا الخروج حيث قدم لمجموع وصاياه بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم ينفى فيه الحرج والإثم عن الحب ، ثم أوغل في استحضار السلطة الدينية بامتصاص الخطاب القرآني على نحو مباشر حينا ، وغير مباشر في أغلب الأحيان ،ثم مد هذا الامتصاص للخطاب النبوي ، وكأن الشرع كان السند الأول لمجموع الوصايا ، ويزكى هذا السند عالم العشاق بتجاربهم وأحوالهم ومواقفهم ومقاماتهم ، ومن ثم اتكأت الوصايا على كم وفير من الخطاب الشعري المصبوغ برحيق العشق .
والأصل الذي استخلص منه الموصى وصاياه هو ( قانون العشق ) وهذا القانون يجعل مسار الحب الرئيسي يتحرك من الرجل للمرأة ، والمرأة هي المعشوقة أبدا ، لأن أنوثتها قديمة محاطة بالجمال والإجلال ، والعشق ميراث الأنثى الأوحد ، والحب وصفتها المقدسة ، وبحق كل ذلك صارت الأنثى قطب الرجل وعلة وجوده .
وانتهى إلى القول أن متلقي هذه الوصايا لا بد أن يصعد بها إلى آفاقها الأثيرة ، آفاق الشعرية عن ما تغو ص في النثرية ، وآفاق النثرية عندما تحلق في الشعرية ، فلا يدرى المتلقي هل هو في حالة اقتناع ورضا ، أم في حالة نشوة وسكر .
 ويكتب الأستاذ الدكتور صلاح فضل أستاذ الأدب العربي في جامعة عين شمس ورئيس قسم اللغة العربية بها سابقا
( تتجلى جسارة الشهاوى في هذه الوصايا عبر تمثله لأصوات التراث العربي ، الغنى في أدبيات العشق ، ودعوته للمرأة ، كأنه أصبح وصيا عليها ، كي تقرن تحرر الروح بتحرر الجسد ، وتحقق وجودها الحسي وكينونتها العاطفية بشجاعة فائقة
 ويسرف الكتاب في استعراض أدبيات الشبق وفنون الهوى، فيدير عددا كبيرا من وصاياه على هذا المحور – الأمر الذي يرتد بالمرأة في منظوره إلى أن تصبح واضعة للمتعة بعد كانت موضوعا لها
ويقيم الشهاوى وصاياه على نهج الصوفية في إتيان الرمز والإشارة حينا واللجوء إلى التصريح والبوح حينا أخر ، حتى يفسح في المجال لمن يبغي تأويل قوله وتخريجه على غير ظاهره ، فهو يدع المرأة إلى حرية الاستجابة لما فطرت عليه ، ويرسم لها معارج الكمال الأنثوي
كما يكتب الدكتور محمد حافظ دياب أستاذ علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة الزقازيق .
يتزاهى الوجد الصوفي بقوة في هذا النص ، وينتشر في فضائه ، بدرجات تتفاوته ، على مستوى التصوف المعرفي والتصوف الاهتيامى ، فيجمعه يهما الاتحاد والامتلاء والاحتفاء بلحظة العشق وكلها حالات ألمحت وهيأت وأشارت ، وبدت كعلامة داله ، تراوح بين مقصود المعنى وافتراضات التصور ، تلك التي اقتربت منها التجربة الصوفية في سفرها العلوي قصد الكشف عن جوهر المدلول
ويقول رئيس إتحاد كتاب تونس الكاتب الروائي والناقد  الأستاذ الدكتور صلاح الدين بوجاه
إن العشق من أوكد هموم الشاعر أحمد الشهاوى التي حولها يدور إبداعه ، وهو عشق متردد بين التغني المحض بالمرأة ووصف بهائها ، والتلوع بإشارات المتصوفة مشاركة المتوارية خلف الأنثى ولعلنا نجزم هنا بأن شاعرنا في أحواله كلها من أولئك العاشقين الكبار الذين يتخون عتبات الأنثى ، وأنها لعتبات جليلة مجيدة رائعة للإ حتفاء بالكون والخالق ومحض صفاته وأفعاله ، تبدو الوصايا كتابا في الإشراق على وجه الإبانة والإطلاق ، إنه ينبئ بتجربة واسعة في معرفة العشق وإدراك التصوف ومعاشرة النصوص والتلاعب البديع بالصورة الشعرية , ولهذا فهو يبدو متوغلا حكيما طالبا الحلول في النص