العدالة في هذه المقاربة ليست فقط الرد الوحيد والأقوى على البربرية، بل هي الأساس لإعادة الاعتبار للمواطنة والحريات الأساسية كهمّ مركزي للشعوب المقهورة، القدرة على تأصيل علاقات مدنية جامعة قادرة على جعل مقاومة العدوان عنصر مقاومة للمذهبية والطائفية والشوفينية. عدالة تجمع بين السياسي والاجتماعي ولا تفرق بين العلماني والإسلامي، بين الأمريكي اللاتيني والإفريقي. عدالة الجبهة الأوسع من أجل مناهضة عنجهية القوة. العدالة هي القاسم المشترك الأعلى لمكونات النهضة الجديدة المنعتقة من جدران المذاهب واستئصالية الحداثة وروح التعصب. هي القدرة على مواجهة "مشروع الخير" الذي جعل الموت خبزا يوميا للناس وأعاد مفهوم الحقوق إلى ما قبل حلف الفضول. هي البناء الذاتي لمقومات النهوض القادر على أن يكون قوة جذب وقوة إبداع معا أصالة وتجديد، نظرة للعالم تتجاوز الحي والعشيرة إلى المدنية وتجعل من العربي والإسلامي جسرا لاكتشاف الأمريكي اللاتيني والإفريقي وجبهة المدافعين عن الكرامة الإنسانية حيثما كانت. عدالة الجبهة الأوسع من أجل مناهضة عنجهية القوة.
رقم تصنيف الكتاب : 1160013