يضع مؤرخ الفلسفة في متناولنا رؤى مختلفة للعقل البشري ،وتاريخ الفلسفة هو تاريخ الفكر الذي لا يمكن أن يتصدى له أحد ما دون أن ينظر إليه في إطاره التاريخي والاجتماعي والمناخ الذي نشأ فيه. إلا أن إطلاق نظرة شاملة على ماضي الفلسفة ليس من الأمور المتاحة للجميع بسبب التعقيد الهائل الذي يحفل به تاريخها فربما يأتي عرضاً سطحياً أو موجزاً لا يحقق الأهداف المتوخاة منه كما أن من يريد كتابة تاريخ للفلسفة يجب أن يضع نصب عينيه، إيجاد أجوبة وحلول لمشكلات طالما طرحها الفكر الفلسفي عن أصول الفلسفة وحدودها وعن المدى الذي حققه هذا الفكر من الاستقلالية بذاته مما جعله متمايز عن بقية العلوم، وأخيراً إلى أي حد يمكن القول أن الفكر البشري يسير أو يتقدم بشكل مطرد حتى يصبح القول أنه امتلك أجوبة على جميع المشكلات التي يطرحها ممكناً وعلى المؤرخ قبل أي شيء أن يكون له موقفاً من هذه المسائل قبل أن يشرع بكتابة تاريخ للفلسفة.
رقم تصنيف الكتاب : 4000028