يقدم الكتاب صورة للصراع الذي يعيشه العالم علي الدوام ، حيث التمزق بين قوي عقائدية متناقضة ، و قوي تحرر فوارة ، و رواجع الماضي المتربص ، وينبه الكتاب الي تداخل بعدين او عنصرين لا انفصام لهما في الواقع و هما الاستعمار كحركة توسع و تسلط و صراع القوي الاستراتيجية كعملية بقاء او تضخم .. ويشير حمدان في كتابه الي مفهوم غاية في الدقة ، حيث يقول : ليس كل صراع بين القوي هو من أجل الاستعمار و لكن كل استعمار هو صراع من أجل القوة.
كان الكتاب وقت صدوره ضربة قوية موجهة صوب هيمنة الاستعمار ومساندة لحركات التحرر التي شهدها العالم مع انتصاف القرن الماضي ، وسعي حمدان بجهد بحثي موسوعي حقيقي لحصر احتمالات المستقبل بالنسبة لسياسات وليدة كعدم الإنحياز ، والحقيقة ان التاريخ هو معمل الجغرافيا كما قيل و مخزن استراتيجي لا ينضب ، ولذا وصف الكثيرين ذلك الكتاب بأنه دراسة في الجغرافيا السياسية بجانبها التاريخ المعاصر.