تدور فصول هذا الكتاب علي اختلافها حول محور واحد هو الثقافة و الحرية أو بتعبير أدق ثقافة الحرية ، ويري الكاتب - بهاء طاهر- أن قام الدولة المصرية الحديثة قبل اقل من قرنين من الزمان قد أنقذ هذا الوطن من الهلالك الفعلي و الأندثار الذي لحق بالشعوب الاخري ، ويري أن المثقفين - وهو محق - قد لعبوا أهم الأدوار في إحداث التغيير الفكري الذي قاد مصر خطوة خطوة رغم الهزائم والأنكسارات لتصبح في كل مرحلة افضل مما كانت عليه من قبل.
وكم كان فادحا ذلك الثمن الذي دفعه محمد عبده وغير من رواد التنوير و التغيير الثقافي ، دفعوا الثمن جميعا : سجنا ونفيًا و تشريدا ولكننا بفضل جهدهم الفكري و تضحياتهم الشخصية انتقلنا مما كنا فيه من موت كامل إلي أول عتبات الحياة.
الكتاب عبارة عن قراءة شخصية للخطوط العريضة في تطور حياتنا الثقافية ولما اكتسبناه في مسيرة هذا التطور و ايضًا لعوامل الانتكاس و التراجع.