في الفترة التي نشر فيها د.عبد العظيم أنيس ذلك الكراس ، كان فتحي سرور وقتها جالس علي مقعد وزير التربية والتعليم ،حيث كانت الوزارة واحدة تهتم بشئون التعليم في جميع مراحله بما في ذلك التعليم الجامعي . ويمثل ذلك الكراس أهم النقاط الخلافية بين الأثنين.
المدهش هي تلك المقدمة التي كتبها أنيس منذ عشرون عام كاملة ، حيث يبدها علي هذا النحو :مع ازدياد الإحساس العام بأن أحوال التعليم
تمضي من شئ الي أسوأ منذ أوائل السبعينات .ترتفع الاصوات بضرورة إصلاح التعليم وربما يتفق معظمنا علي مظاهر الأزمة لكننا بالقطع سوف نختلف علي روشتة الاصلاح ( لاحظ ان انيس نشر روشة علاجه تلك بعد تفشي الأزمة بحوالي خمسة عشر عام ، عجزت خلالها الدولة ومثقفيها عن وضع روشة علاج ناجحة ن رغم الألمام بالمظاهر ) ثم يقول أنيس : إن التعليم نسق جزئي ضمن نسق عام هو النسق الاقتصادي و الاجتماعي و قضية إصلاح التعليم في رأي الي نظرة منهجية ، لأن التعليم ليس مثل الكباري العلوية ، إذ أنه جزء من النسيج الاجتماعي للوطن و بالتالي لا يتصور إصلاح التعليم في ظل إطار اجتماعي اقتصادي سياسي فاسد .و تلك كانت نقطة الخلاف الاولي بين لمشخص لروشة العلاج؛ عبد العظيم أنيس ، و منفذ سياسات الإصلاح بمنظومة التعليم ؛ فتحي سرور.
يطرح أنيس بعد ذلك سؤال ن يعكس بشدة ما نعانية اليوم من التعليم الجامعي ، حيث يتساءل ويجيب : هل تضيق أبواب الجامعة أمام الفقراء ؟
ثم ينتقل الي مناقشة و تفنيد الجزء الخاص بالتعليم في الخطة الخمسية الثانية (88-92)، ويعود مصطلح الخطة الخمسية بالذات الي بدايات عهد الرئيس مبارك ، حيث لكل خمس سنوات خطة ، قد تنفذ و قد لا تنفذ .. والله أعلم.