المؤلف لواء سابق ، عسكري التنشئة ناصري النزعة والهوى ، وهو نفسه يعترف منذ السطور الأولي بالكتاب كونه ناصري إيمانا وانحياز ، يقول كمال حافظ : لم أكتب تاريخا ..فكتاب التاريخ لا مهرب لهم من الحياد ولست محايدا ، أنا منحاز تماما للتجربة الناصرية " و تفسيره لهذا الانحياز "المرحلة الناصرية لا تقبل الحياد أو هي لم تقبله للان فحجم المنجزات لا يترك رفاهية الحياد لأحد " .اذًا نحن أمام كاتب ناصري ..عايش التجربة وانتمي أليها بوجدانه وعقله ، يرفض أن يوسمه البعض بالمحايد ، ويسعي لاستعراض أهم إنجازات مصر عبد الناصر والتي يري أنها الديمقراطية ، قد نتفق أو نختلف مع كاتب من هذا النوع ، ولكن الملف للنظر بالخطاب الذي تبناه الكتاب منذ المقدمة هو الهجوم الغير مصوغ علي حزب الوفد ورموزه ، فمثلا من ضمن عناوين الفصول التي لا تتعدي أصابع اليد ننتقي منهم عنوانين فقط ، فقد سمي الكاتب الفصل الثالث بالكتاب : ديمقراطية لكل مناسبة ، وهو هنا يقصد حكومات الوفد المصري ، بينما عنوان الفصل الرابع أكثر دلالة من سابقه ولا يحتاج لأي إيضاح : الوفد وسياسة تأجير الوطن !!
رقم تصنيف الكتاب : 2000017