يوما ما تبنت "دار العالم الثالث " مشروع أطلق عليه " التنوير" كان الغرض منه هو إعمال العقل في شتي مجالات المعرفة الإنسانية من أجل تأسيس حركة تنوير عربية ، و قد عملت الدار مع د.مني أبو سنة ، أستاذ الأدب الإنجليزي المقارن ، علي إصدار الجزء الثاني من ذلك المشروع ، و قد اتخذ الكتاب من الأدب منطلق باعتباره منتجًا حضاريًا وأحد المكونات الأساسية لثقافة مجتمع بعينه في زمن معين (كدالة) بين أنه مع الوقت يتجاوز الأدب نطاق الزمان والمكان ليسجل لنفسه مكانة بالنسيج الفكري و المعنوي للإنسانية . ومن ثم فإن هذا المنظور الحضاري يتجاوز المنظور الاجتماعي الضيق و يتناول العمل الأدبي من خلال إحدي أهم قضايا العصر ، التنوير .
ويجمع هذا المنظور ما بين الشكل الأدبي و مضمونه في وحدة عضوية انطلاقا من أن الشكل ما هو إلا تجسيد لرؤية الأديب الكونية المتأثرة بالواقع الاجتماعي الذي نشاء فيه ثم تجاوزه.وتلك الرؤية الكونية الأدبية هي المعادل الفني للرؤية الفلسفية عند الفيلسوف مما يعمق العلاقة بين الأدب و الفلسفة .