حال المجالس المحلية اليوم لا يختلف عنه منذ عشرون عام ، ويرجع ذلك لطبيعة القوانين المنظمة لها ولصلاحيتها ..
بالاضافة للقوانين التي تجعل الحكومة و حزبها الحاكم ينفردان بهذه المجالس ، تأتي أهمية المجالس المحلية من كونها مجالس شعبية ، تعد
كنموذج برلماني مصغر ، دورها الوظيفي هو رقابة ما تنفقه الحكومة من أجل الأرتقاء بمستوي الخدمات المقدمة للمواطنين و الألتزام ببنود
الخطة العامة التي وضعتها بشأن تطوير تلك المناطق، لذا لا يجوز فصل ما يدور في المجالس المحلية من فساد و إفساد عن السياسة العامة
للدولة .
و من هنا تأتي أهمية ذلك الكتاب الكاشف ، والذي يحتوي علي عدد من الفصول القصير ؛ منها : نظرة عن تطور نظم الحكم المحلي .. ثم
تتبع نشأة المحليات في مصر و أوروبا ، و رصد الموقف الراهن - حينذاك- للمحليات و الخدمات ، وأخيرا .. فساد أعضاء المجالس
المحلية .
و يعد هذا الكتاب في ذاته مجرد محاولة جادة لألقاء الضوء علي ما يحدث في الخفاء داخل المحليات ، و تكفي الاشارة لما أنشده شاعر العامية
الأعظم "بيرم التونسي " لتدليل علي أهمية الدور الذي تلعبه المجالس الحلية في حياة كلاً منا ، حيث يقول بيرم : وإن جلست فجيبي لست
أتركه / خوف اللصوص وخوف المجلس البلدي ، يا بائع الفجل بالمليم واحدة / كم للعيال وكم للمجلس البلدي ؟؟