بالرغم من الطفرة الاقتصادية التي حققتها تونس مؤخرًا ، ألا أن الفائدة لم تعم الجميع ، و الأهم أن تلك الصحوة الاقتصادية المباغتة لم تقترن بالتمتع بحقوق الإنسان علي نحو أفضل .. وقد تبين ذلك بوضوح أثناء الاضطرابات التي شهدها جنوب غرب البلاد في أواخر عام 2008 .
لقد جوبهت مظاهرات الاحتجاج السلمية للعمال والشباب العاطل عن العمل بالاستخدام المفرط في القوة من قبل قوات الأمن ، و كانت شرارة الاحتجاج قد اندلعت في "الرديف" بسبب ما اعتبر أنه عملية توظيف غير عادلة من قبل شركة فوسفات "قفصة" - منطقة بجنوب غرب البلاد - وما لبثت تلك الشرارة أن اجتذبت طيفا واسعا من المتضررين ، متزامنة في ذلك مع المخاوف الاقتصادية السيئة التي مر بها العالم في العام 2009 علي اثر أزمة الاستثمار العقاري .
وهو ما تسبب بالمناسبة في العديد متن مظاهر الاحتجاج خارج تونس شملت الكاميرون و مصر و أندونسيا و المغرب .