" الحرية كالحب و المعرفة ، نفقدها حين نغفل لحظة عن النضال من أجلها "
بتلك الكلمات التي صدر بها المؤلف روايته نستطيع أن نستشف موضوعها الذي يدور حول ثنائية التوق إلي الحب والحرمان من الحرية ن في
المقدمة يخبرنا الكتاب أن الأحداث جرت في شتاء عام 1957 بينما مسرح الأحداث هو ليمان أبو زعبل أو الأوردي وقد وقع اختياره في الحقبة
الناصرية ليكون معتقلاً للشيوعيين ، وكان من نصيب كاتب الكتاب أن ينزل مرتين ضيفًا علي الأوردي أثناء مدة اعتقاله ، وهو هنا يحاول أن
ينقلنا إلي جو السجن والمعتقل ، ليس فقط من خلال سرد كل التفاصيل اليومية الواقعية التي قد تسحرنا اليوم لأننا لم نعايشها بالأمس ، بل انه
يلاحقنا علي الدوام بما هو أهم أحساس السجين وكيف يمكن أن يدفعه ذلك الأحساس المؤلم إلي النكوص أو الصمود مهما طال زمن السجن ،
الكتاب وبلا شك ينتمي إلي أدب السجون ، تلك النوعية التي تحاول دائما فضح ما يحدث في الداخل بعيدًا عن الأعين الناعسة .. و قد كان
لديستوفسكي الشهير الفضل في أول محاولة بهذا النوع العتيق وذلك في عمله الشهير " ذكريات في بيت الأموات "
أنها مشاركة للإنسانية.. ودعوة حرة لإصلاح حال السجون رحمة بالسجناء، أيا كان جرمهم