يتعرض المؤلف من خلال هذا الكتاب الي بعض أشكاليات المجتمع المدني وأهمها أعادة صياغة مصطلح شافي حول مفهوم الديموقراطية، محاولا الوصول به الي محتوي جامع ، لا يشوبه ما حدث في السنوات الأخيرة من امور يصفها بالغريبة حيث يفند بعضها ويؤكد علي البعض منها فقد لاحظ مثلا أن الديمقراطية (كمفردة) صارت درع تختبئ خلفه أغلب االتيارات السياسية الرئيسية بالعالم ومن أجلها اصبح مفهوما يحظي بنوع من الاجماع ، تصفق له مجموعات متنوعة، وهذا يرجع في جزء منه إلي أن اسم الديموقراطية قد أفرغ بطريقة ما من محتوي مفهومه الأصطلاحي ، واعتنقته هكذا دون تمحيص أكثر الانظمة الحاكمة بعدا عن الديموقراطية الحقيقية . وأسباب ذلك ليست صعبة البيان ؛ فكلمة الديموقراطية في حد ذاتها تضفي مشروعية ذاتية كما تضفي من فورها مشروعية علي أي جماعة تهم اليها .. ولذا ، لا عجب أن تسعي النظم السلطوية سعي حثيث الي الالتزام بالاسم فتلصقه بلا تردد بنظام حكمها المفضل ، وبالتالي يزاح بالمحتوي والمغزي الحقيقي للمفهوم ألي أخر الصف ولا يتبقي منه سوي اصطلاح أجوف يقصد منه التعتيم والتضليل
وهو في هذا يحاول أن ينبه المنظمات المعنية لم يمكن ان يترتب علي ذلك من اثر سئ .