فن التأسلم

Image30.jpg

ضمنيًا؛ هناك فرق ما بين الأسلام والتأسلم ، اصطلاحًا ؛ الأول اسم لدين جاء ليتمم المناسك والشعائر وهو مثله كمثل سائر الأديان السماوية وكافة الفلسفات الأرضية التي وضعت نتيجة جهد بشري حقيقي غرضها الأرتقاء والتطور بالطفل الذي كان يبكي وحيدًا في الكهف مخافة الظلام والمجهول ،أما الثاني(و هو التأسلم )أصطلاح أتفق عليه لوسم كل من تحدث بأسم الدين مدعي أن ما هو إنساني ..هو أيضًا مقدس و فوق الجدال والجدل ، وأن عدم الأخذ به يخرج المرء من الملة بما يستتبعه من أستتابته أو تطبيق الحد(العقاب)عليه ، والنتيجة هنا معروفة ، أشخاص يتظاهرون بالورع و التدين لتحقيق مأرب ذاتية، وكل من تسول له نفسه عرقلة خططهم يكون عرضة للحساب ، والحساب سماوي ، لا جدال فيه مع النص ، هؤلاء يغلقون باب الاجتهاد، وينادون بما جاء به السلف ، ويتناسون أنهم بهذا يحجرون علي حق الخلف في التفكير والتدبر ، فكلانا اعلم بأمور دنياه ، وهم بهذا يتجاهلون حقيقة راسخة مفادها،أن الأسلام دين بلا وصي أو كهنوت، فالإسلام هو القرآن الكريم وصحيح السنة المحمدية ..أما الفقه بكل تفقهه المختلف في مختلف مناحي الحياة فهو اجتهادات بشرية تتعارض مع بعضها البعض ، كان الأختلاف فيها لحكمة أرتضاها الله و سنها ليكون الدين للرعية يسر لا عسر ؛ كانت تلك مجرد مقدمة بديهية واستهلال لابد منه لأستعراض الكتاب الذي نتصفحه سويًا ، تلك صرخة حقيقية في سماء العبودية ، تنادي بأطلاق الحرية ، حرية الأعتقاد والفكر والتعبير.
يبداء الكتاب في تفنيد مسلمات رسخت مع الوقت بالوجدان الجمعي للمسلمين من كثرة التأكيد عليها : مثل حد الردة و دعاوي الحسبة و طبيعة مبداء الخلافة في الأرض و ما يستتبعه من أعلان قيام الدولة الدينية.ثم يشتبك الكتاب في سجال عنيف مع مختلف رموز التأسلم و تياراته الدينية والسياسية علي شكل مقالات صحفية - نشرت بصحيفة الاهالي المصرية ، لكاتب الكتاب - او علي شكل حوارات صحفية أجريت معه كردود فعل عنيفة علي تلك المقالات .
ورغم أهمية الموضوع الذي يتعرض له ، الا ان اللغة الصحفية السلسة التي صيغت بها المقالات ، تجعل من قراءته غاية ومتعة حقيقية لكل باحث عن نسيم عليل يشفي غليل قلبه

رقم تصنيف الكتاب : 4000012
سنة النشر : 1996
عدد صفحات الكتاب : 260

معلومات الكتاب :
فن التأسلم
قضايا فكرية وفلسفية
كتاب الأهالي
للأطلاع فقط